الموقف الأسبوعي:نشيد بالرسائل السياسية التي تضمنها إحياء عاشوراء، ونؤكد في ذكرى الاستقلال على السيادة وحكم الشعب لنفسه

بسم الله الرحمن الرحيم
عقد مجلس الوفاء السياسي اجتماعه الدوري، واستطلع جملة من مستجدات الساحتين المحلية والدولية، والتي كان من أهمّها:
أولا: الإحياء الحاشد لمراسم عاشوراء من قبل جماهير الإمام الحسين عليه السلام في البحرين.
ثانيا: توزيع السلطة الحاكمة في البحرين للبعثات والمنح الدراسية للطلبة المتخرجّين.
ثالثا: ذكرى استقلال البحرين الأول من المستعمر البريطاني في ١٤ أغسطس ١٩٧١م.
وقد عبّر مجلس الوفاء السياسي عن المواقف التالية:
أولا: انبرى شعب البحرين بعنفوان وحشد وحماسة لإحياء موسم عاشوراء، واستحضار معركة كربلاء وقيمها ودروسها، وقد تميّز الإحياء هذا العام بأنّه يأتي بعد جائحة كورونا وسلسلة من الإجراءات والسياسات والجرائم التي قامت بها السلطة بحق الدين والوطن والشعب، ومنها جريمة التطبيع العلني المفضوح مع كيان الاحتلال، والحرب على مظاهر التديّن والقيم وإحياء الشعائر.
فكان إحياء موسم عاشوراء بالحشد الجماهيري وبالحضور المتنوّع للرجال والنساء وخاصة الشباب والنساء والأطفال، وبالفعاليات المتنوعة ذات الرسائل السياسية المباشرة وغير المباشرة، وتوظيف المواهب الفنية ضمن أنشطة الإحياء، والخطاب العاشورائي الهادف يمثّل ردّا عمليا من قبل أبناء الشعب على سياسات السلطة الغاشمة طوال هذه السنوات، والهادفة لفصل الشعب عن دينه وقيمه وهمومه السياسية والاجتماعية وغيرها.
نشيد في مجلس الوفاء السياسي بجميع الجهود العامة والخاصة المبذولة في إحياء موسم عاشوراء بما يليق به، وندعو للمزيد من الإبداع والتنوّع في استخدام وسائل الأدب والفنون المختلفة القادرة على إيصال مخزون مدرسة الإمام الحسين “عليه السلام” لشعوب المنطقة والعالم، كما نشيد بالرسائل السياسية التي تضمنها الإحياء هذا العام، من قبيل رفض التطبيع مع كيان الاحتلال، ومجابهة سياسات السلطة الرامية لتفكيك الأسرة المسلمة وتغريبها، وندعو لتنقية مراسم الإحياء من بعض الظواهر السلبية كالحضور والتواجد المسموم للسفير الأمريكي المعادي للشعب وحراكه النضالي، ولبعض الوجوه الأمنية من ضباط السلطة المتورطين بالتعذيب والتعاون الأمني مع كيان الاحتلال.
ثانيا: استمرارا في جريمة استهداف الطلبة المتفوقين الذين ينتمون لبيئة ومناطق الأغلبية السياسية المعارضة للسلطة في البحرين، فقد قامت وزارة التربية والتعليم بحرمان الجزء الأكبر من المتخرجين من المرحلة الثانوية من حق الابتعاث والمنحة الدراسية، وإعطاء هذا الحق بناء على الولاء السياسي للسلطة والطائفة التي ينتمي لها الطالب، مما أنتج ظاهرة خطيرة وهي القضاء على آمال وتطلعات وأحلام الشريحة الأكبر من الطلبة المجتهدين، وإبعادهم عن مواطن القوة والتأثير في مستقبل الوطن، وخلق طبقة متملّقة في المجتمع وفي القطاعات المهنية تضع الولاء للسلطة الدكتاتورية على حساب المهنية والجودة والكفاءة.
نؤكد على طائفية السلطة وحربها الشعواء على الأجيال، وأن ماتقوم به جريمة بحق الوطن والناس وطموحاتهم، وأن لاعلاقة لجريمة إقصاء الطلبة المتفوقين بأي معيار مهني يتعلّق بالاستحقاق والكفاءة وحاجات سوق العمل، وأن سياسة السلطة هذه ستؤدي لعكس ماترومه السلطة، حيث سيخلق ذلك أجيال ساخطة ومعارضة للنظام السياسي القائم.
نطالب السلطة الخليفية الدكتاتورية بأن تتحلى بشيئ من الشجاعة، وتقوم بنشر أسماء وصور وأرقام الطلبة المتفوقين والحاصلين على البعثات الدراسية، والمعايير المعتمدة للحصول على الابتعاث والمنحة، لكي يظهر للرأي العام حجم الظلم والاستخفاف الواقع على الطلبة الأعزة. كما ندعو عموم الطلبة الأعزة ممن نالهم الظلم بعدم التراجع، ومواصلة المطالبة بحقوقهم وإعلان مظلوميتهم، ومواصلة المسيرة الأكاديمية بالوسائل المتاحة، حيث أن مستقبلهم بعد الاتكال على الله سبحانه هو بيدهم، وليس بيد السلطة الحاكمة المعادية لهم.
ثالثا: مرت علّينا الذكرى السنوية للاستقلال البحرين في ١٤ أغسطس ١٩٧١م، ويستحضر أبناء الشعب هذه الذكرى لما ترتبط معه من أحداث وعبر وأهداف سياسية يجدر الوقوف والتأكيد عليها، ومن أهمها “هدف الشعب في الاستقلال والسيادة وحكم الشعب لنفسه”. حيث خرج المستعمر البريطاني من البحرين عسكريا، مع توقيع العديد من الاتفاقيات بين السلطة الخليفية وبريطانيا، التي كانت مقيدة لمبدأ الاستقلال والسيادة، وللتأكيد على عدم إمكانية بقاء السلطة الخليفية في الحكم دون دعم أجنبي حلّ المستعمر الأمريكي بتواجده العسكري محل المستعمر البريطاني.
على الرغم من أن ١٤ غسطس هو التاريخ الفعلي الذي نالت فيه البحرين استقلالها عن بريطانيا إلا أن السلطة لا تحتفل بهذا التاريخ. بدلا من ذلك فإنها تحتفل سنويا في ١٦ ديسمبر بـ«اليوم الوطني» الذي يتزامن مع يوم تتويج الحاكم السابق عيسى آل خليفة بالحكم، في تزوير وتغييب للذكرى المرتبطة بالاستقلال، حيث تؤكد السلطة الخليفية على الاعتماد على الخارج وقوى الاستعمار لتبقى في الحكم بالقمع والحديد والنار، وفي هذا السياق نستحضر التصريح الشاذ الذي أطلقه الدكتاتور حمد آل خليفة في قعر دار البيت البريطاني في ٢٠١٣، عندما استشهد باستنكار والده لاتخاذ بريطانيا قرار الانسحاب من البحرين في ١٩٧١: “لماذا؟ هل طلب منكم أحد الذهاب؟”
في هذه الذكرى يؤكد مجلس الوفاء السياسي بأن البحرين تعيش أسوأ مرحلة في تاريخها تحت الحكم الخليفي المدعوم من قبل القوى الاستعمارية البريطانية والأمريكية، في ظل غياب القانون والدستور الشعبي والفساد المستشري في جميع مناحي الحياة، ونؤكد على هدف الشعب وقواه المعارضة في الاستقلال والسيادة الحقيقة وحكم الشعب لنفسه من خلال اختيار نظامه السياسية وكتابة دستوره، ونطالب القوى الغربية المنتهكة لسيادة واستقلال الوطن بالخروج منه ورفع يدها عن شؤونه ليحقق الشعب مصيره بنفسه.
صدر عن: مجلس الوفاء السياسي
بتاريخ: ١٨ محرم الحرام ١٤٤٤هـ/ ١٦ أغسطس ٢٠٢٢م